فى ظاهر الأمر نجد أن مجموعة من البشر أخطأوا بأمر يخلوا من كل إنسانية فى حق أنفسهم ووطنهم بلا أدنى مسئولية أو منطق عقلي، ضالين وفق أهواء شيطانية مدفوعين بغرائز دخيلة بثت فيهم روح التناقض والإزدواجية التي لايعلموا عنها شىء ، فهم مغرر بهم دون أن يشعروا بجرم ما أرتكبوه من حماقة انهم بسطاء العقل والمعرفة فهم لايختلفوا عن أي ارهابي تم تضليله واستغلاله ، وهذه الفئة ليست بالقليلة فى مجتمعنا فهذا يدق ناقوس الخطر لما نحن فيه من ظواهر إجتماعية مهملة منذ عشرات السنين وللأسف شارك فى هذا الحدث الجلل العديد من المؤسسات المعنية في الأنظمة السابقة من اهمال بعدم وجود تنبؤعلمي بما سوف يحدث من ظواهر لكى يتم وأدها قبل إنفجارالظهور وقبل الغرق في مستنقع إيجاد الحلول بعد الإستفحال ، فهل سننتظر لأحداث جديدة يمكن أن تستجد مثل مانحن فيه ؟ أم سنتحرك بما لدينا من إمكانات علمية ومؤسسات بدأت أن تعي أخطاء الماضي وباتت تمتلك مقاليد الأمور وفق منهجيات وآليات نظم ترى المستقبل بعين المعاصرة في إعلاء شأن المواطنة وأفراد المجتمع إن ماحدث من معارضي دفن جثمان الطبيبة فى أحد القرى لهو مرض اجتماعي مزمن يجب التصدي له بلقاح سريع المفعول من جهات رئيسية وبمساندة جميع طوائف الشعب ، فالجهة الأولى الإعلام بما يحققه من تشويق وجذب للناس بتأثيره الذي يدخل فى كل بيت بأدواته المختلفة المتشعبة التي أسيء استخدامها كثيرا فى العهود السابقة فكانت أداة لتشكيل وعي خاطىء وموبوء فرأينا على ما يزيد عن النصف قرن من الزمان كم الإساءة الى المعلمين والأطباء وغيرهم من المهن المختلفة سواء مباشرة في برامج حوارية وتوك شو وبتحضير ملفات من بث الكراهية فى نفوس المشاهدين دون وعي بطريقة لاإرادية فكان هناك ملف المدارس وما يحدث من مآسي بداخلها وكذلك المستشفيات بمايحدث من أخطاء طبية ويقوم معدي البرامج بملىء الأوقات حتى الساعات الأولى من الصباح بمآسى المعلمين والأطباء فهل هذا يعد معالجة إعلامية أم بث كراهية فى نفوس البسطاء باللعب على مشاعرهم وتشريبهم وعيا زائفا للوقائع والأحداث اليومية فبظهور القنوات الفضائية الخاصة وحرية الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي وغيرها كلها أصبحت تخضع لأهواء شخصية ومعاقل لفرد العضلات للجهلاء وأصحاب المصالح الفردية وبث الأفكار المعادية للمجتمع فكان أكثر قطاعين متضررين هم الصحة والتعليم وكان لهما النصيب الأكبر من الإستهداف لصالح التعليم الخاص والمستشفيات الخاصة ولتذهب مؤسسات الدولة الى الجحيم هكذا كان الوضع إعلاميا ناهيك عن الأفلام والمسلسلات التي أدت الى اعلاء قيمة المادة بالأعمال الحرة و تدني النظرة الموضوعية للمعلم والطبيب وغيرهم بالتشكيك في مكانتهم المادية والإجتماعية وساعده أي ( الإعلام ) على ذلك القصور الواضح فى إهمالهم من النظم الإدارية السابقة ، ثم نأتي على الخطاب الدينى الذي تمثل في مجموعة من الشيوخ حرموا علينا كل حياتنا بالهواء الذي نتنفسه بطريقة الوصاية قبثوا فى نفوسنا الخوف بكل مانفعله فأصبحنا سجناء فتاوى شخصية إجتهادية تأتى عن فرد يتنقل بين القنوات الفضائية يمارس جني الأموال على حساب غيبوبة الناس وقهرهم بتضييق صدورهم وإظلامها لدرجة الوصول الى انفجارها بالهروب الى الإرهاب وعدم الوثوق في كل شىء من حولنا هكذا كانت الصورة المعاشة والكبار منا عايشوا هذه المراحل بكافة تفاصيلها المؤسفة ، ثم نأتي على مؤسسات التربية فى المجتمع وعلى رأسهم الأسرة التي بات الأب منشغلا طوال اليوم بجلب الرزق والأم سواء كانت عاملة أو منشغلة باحتياجات المنزل والمدرسة الجهدة بنظام مترهل منذ عقود كثيرة لاتصلح في اعداد وعي متكامل لأبناءنا ثم جاءت الإنتفاضة الشعبية بكافة توجهاتها لتغير مانحن فيه إلا أنها أتت بما لاتشتهى الأنفس فقضت على البقية المتبقية من أحلامنا فخرج جيل وسط هذا الركام الإجتماعي لايعلم به الا الله ، فنحن جميعا شركاء فيما يحدث من مظاهر وظواهر يجب أن نتعامل معها بعقلانية وقليل من العنف وكثير من العلم من خلال مكتسباتنا الحالية وما أحرزناه من بدايات موفقة فى وجود دولة معاصرة لها وزن وثقل آخذ فى البناء والتنمية على أسس سليمة فعلى الجهات المعنية بمؤسساتها أن تدرس وتحصي من خلال الجهات البحثية الجامعية وغيرها للوقوف على احصائيات دقيقة لرصد هذه الظواهر ومعالجتها بالتفسير وعدم تكرارها في المستقبل .