الحلقة الأولي
بداية …عذراً سيدي علي كل صفحة نملكها ولم نخط فيها أسمك ..عذراً علي جحودنا وقسوة قلوبنا .. فقد وصلنا الي حدِ من القسوة لا يغتفر لمجرد كلمات من قلم مكسور بهذه السهولة .. لقد قسونا على من جعلنا نشعر بسعادة دائمة وجعلنا ننسى كم كنّا تعساء قبله وبدونه .
( واحد سترنا في الخارج )بلدة كاملة ستندثر لقرون من الزمان حتي يولد مثلك ولن يولد …إن شعوري بالحنين للكتابة عنك شعور مخيف وموجع بات ينحر داخلي ويلازمني حتى استطعت تحرير نفسي مني لأكتب عنك ..ولكن اقسم لك أن مافي أعماقي لك ليس لأحد غيرى ، ولن تطوله يد أحد حتي قلمي المكسور لن يستطيع إلا أن يغترف منه القليل ..سيدي اناديك بسيدي فلو كنت في عصر الملوك لنادوك بسيدهم ولكننا جحدناك .. ولو كنا في عصر المسيحية لنادوك بالقديس ولكنا لم نؤمن بك حتي الآن !!
استاذى .لقد انتزعت في صمت لقب الأستاذ وحفرته في قلوبنا وفي ذاكرة أجيال قادمة..والآن ..يستيقظ الماضي اليوم داخلي.. يربكنى ويستدرجني إلي دهاليز ذاكرتي معك لكن دعني سيدي أولاً اشكوا لك حالنا مع الجيل الذي جاء بعدك مباشرة وأحكي لك ما فعلوا بنا .
سيدي… بعد أن تركتنا وعملت في صمت تبني كل يوم حائط يريد أن ينقض من بلادي بعد أن تركت الساحة بألم وفهمت قوة أمواج السلبية وهجرت السباحه ورأيت بفراستك المعهوده عمق بحار التفاهه الغريق وعشت بوقار وصمت بشموخ وفي الوقت الذي كنت تبنينا فيه بمحاذاة اسمك .. وترمم تاريخ يصعب علي أي عاقل تركه للصوص .. تركتنا لجيل خلقوا لنا أهداف صغيرة لا علاقة لها بقضايا العصر .. الأصول .. الجذور وصنعوا لنا انتصارات فردية وهمية .
سيدي… إن جيلاً كاملاً من بعدك ليس لديه متسع من الوقت ولا الأعصاب ليسمع أحد ولا من أحد وليس لديه مايؤهله للسير أكثر من تحت قدمية بخطوة واحده ..وليس لديه القدرة ولا الإستعداد للمشي ولو لخطوة لبناء بلدنا من جديد .. لقد اصابنا التوهان ،لقد خلقوا من بعدك مهنة للعاجزين عن العمل وهي مهنة الجدال !!..أنت تعلم كل هذا ومازال صمتك رغم علمك يثير إعجابي وتعجبي
الحلقة الأولي
فذكرياتك معي متزاحمة علي باب ذاكرتي أكتب عن من؟ عن الأستاذ واللاعب الخلوق معي الذي ينضبط الملعب كساعة لندنية الصنع وبتواضع يلعب معي في الملعب أم عن الأستاذ الذي يلبس افخم البدلات وأشيكها بتواضع ؟ أم عن الأستاذ ذو شبكة العلاقات الانسانية الضخمه و الغير عادية والتي اتحدي أن تكون شخصية فى بلدنا قد حظى بمثلها ؟