الحلقة الثالثة
تزدحم في رأسي الأفكار والمشاعر، فأعجز عن التعبير عنها، وأحتاج إلى عزلة لترتيب ما يجول في خاطري، أو أن أجتمع مع
“الحبايب” القدامي كي نبقى في دوامة ابتسامتنا وقلوبنا الصافية الأستاذ، نجح في مهنة الصمت الصارخ بوقار كما نجح أيضاً في طريقة التعبير عن المشاعر غير المفهومة بصمته الصارخ الذي يصم آذان الفاهمين ويخرس الباردين للأبد الأستاذ لم يدع لسانه يوماً يشارك عينية عند انتقاد عيوب الآخرين بل يوجه اليه صمته الصارخ.
ولو تبعنا طريقة ” الأستاذ ” في إمتناعنا عن التحدث عن أنفسنا وتناول الغير بالسوء لحظي الغالبية الكبرى منا بقدر وافر من إحترام الناس للأستاذ ..خُير الأستاذ منذ ولادته بين أنه لا خيْر في الصّمْت عن الْحكْم، كما أنّه لا خيْر في الْقوْل بالْجهْل فختار طريقة وسطاً وهو الصمت عن كل ما يعنيه وضرب لنا مثلاً بصمته وعدم دخوله في مهاترات بنيناها من وهم ..نعلم جميعاً أن حسن الكلام من حسن الايمان والبذاءة من الضلال والنفاق والكفر .. وقد وقع كلاً منا في واحده منهم !!.
وأعلن الأستاذالاف المرات عندما يجرحه أحدهم إما أن يصمت وإما أن يقول قول يلجمه بأدب ..كانت تعبيرات وجه الأستاذ عند غضبه من تصرف أو سلوك يحيد ولو قليل عن الأصول كانت تعبيرات وجهه تصرخ وتقول : لا تحسبن صمتى جهل أو نسيان فالارض صامته وفى جوفها بركان فالصمت لغتى فأعذرونى لقلة كلامى فربما ما يدور حولى لا يستحق الكلام …هناك اسئله لا يجاب عنها إلّا بالسكوت الأستاذ له ماضي مشرق وضاء ولكنه لم يكثر الكلام عن ماضيه لأنه نجح في حاضره ورغم صمته المدروس الا أنه يتكلم إذا وجب عليه الكلام ولا يسكت إذا وجب عليه الكلام.
الحلقة الثالثة
وقد جلست بصمتك علي عرش العظماء بتواضع وأعطيت للاختيار وقتاً كافياً لنضج كلامك وتعلمنا منك أن الكلمات كالثمار تحتاج لوقت كاف حتى تنضج ستبقي أبلغ الناس واحسنهم لفظاً واسرعهم بديهة فلم تصرخ يوماً وكيف تصرخ ولديك منطقك في الحياة وتعلم أنه عندما يغيب المنطق، يرتفع الصراخ.
الأستاذ لديه اجابات لكل قضايانا الصالح منها وغير ذلك لكنه إذا سئل غيره لن يكون المجيب مثل الكثير الذي يشعر عند إجابته عن قضية غير ملم بها كأنه أصاب غنيمه أو ظفر بعطيه لكنه يعلم إن فعل ذلك أزري بالقضية وإضافة بنزين عليها ويعطي السائل ما يريد ويعيش السفهاء على الإجابه لسنوات لا يقول الأستاذ أكثر مما سمع ويعرف كل ما يقول للأستاذ جاذبيه خاصة كما العطور الفرنسية وصمته يزيده م جاذبيه علي جاذبيته وكيف لا ومن الإصغاء يستمد حكمته واتزانه وشموخه وعبقريته أيضاً فقد اربع علي باب العلم وهو الصمت بدون ضرر ولا تلعثم ولا اذي بلسانه فهو مفوه ولبق ويبلغ في تعبيراته كثرة الصمت تدل على قوة عقل الأستاذ ويعلم جيداً .أن العربة الفارغة أكثر جلبة من الممتلئة .
إذا أراد الأستاذ الكلام فيفكر كثراً حداً وجداً في كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى تظهر أخيراً ايقنا أن بكثرة الصمت تكون الهيبة.سيدي إذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر انت بحسن صمتك. وهنا بيت من الشعر يزيد أن ينضم لحفل شرف الكلام عنك ويدفعني دفعاً لأكتبه ليكون رسولاً يحاول أن يداري فشلي في وصف صمتك النادر والوقور والمهيب ولعله لا يفشل هو الآخر
يخوض أناسٌ في الكلام ليوجزوا… وللصّمْت في بعض الأحايين أوجز.
في الحلقة الرابعة والأخيرة بعنوان ” أمنيات علي أمل أن يحققها لنا الأستاذ